الأربعاء، 22 يوليو 2009


إن الحياة بين غمضة عين وأخرى تنتهي ، والسائرون على الأرض اليوم هم في الغد بباطنها ، بل وقد لا يمر عليهم اليوم إلا وهم ماض يطوى .
فأدرك نفسك !!!!

يامن طرقت التوبة باب قلبك ، لكن حال بينك وبينها التكاسل ، والتشاغل بالدنيا ، والتلهف على زينتها .

ويامن شعرت بالذنب، وآثرت اللجوء لربك الرحيم ، ثم تثاقلت خطواتك عن طريق المجاهدة .
أسمع إلهك وهو يناديك على الناس جميعاً فيقول{ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة
عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } سورة آل عمران 133.

يامن أردت الصلاح ، ثم مالت بك نفسك لبئر الاستمتاع بالحياة الدنيا ، اسمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يقول : " بادروا بالأعمال سبعاً ، هل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو
غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال فشر غائب
ينتظر ، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر " ( رواه الترمذي وحسنه ).
ثم هاهو صلى الله عليه وسلم يحذرك من فتن الزمان فيقول : " بادروا في الأعمال الصالحة
فتناً كقطع الليل المظلم ، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً ، ويمسي مؤمناًً ويصبح كافراً ،
ويبيع دينه بعرض الدنيا " ( مسلم ).

يا من ظننت أن الموت لا زال بعيداً ، ذاك نبيك صلى الله عليه وسلم يقول : " يقول
تعالى : أعمل كأنك ترى ، وعد نفسك من الموتى..".

يامن تأخر بك ظنك أن الزمان قد يأتيك في الغد بفرص أقوى وأكثر للصلاح ؟ احذر ......
واعتبر بقول صلى الله عليه وسلم :" لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه .." ( البخاري ) .
فليس ذلك الظن يا أخي إلا حـيـلاً شيطانية لإغفالك وإضعاف عزيمتك.

أخي الحبيب !!!!

إن نظرة واحدة في كتاب الله تعالى تعطيك آلاف الحسنات ، وربما الملايين ، فلم تنتظر حتى تفتحه وتقرأ فيه ؟ !

أخي الحبيب!!!!


إن سجدة واحدة لربك تعالى ، ترفعك درجة في الجنة ، وتمحو عنك كثيراً من السيئات ، بل إنها تجعلك في حضرة الله
تعالى ، فـ " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " فعلام الانتظار كي تسجد هذه السجدة ، بينما المسجد قد اشتاق إليك ، وهفت إليك قلوب الساجدين ؟ !
أخي الحبيب!!!!

إن دعوة واحدة منك لأخيك المسلم عن ظهر الغيب تجعل الملائكة يدعون لك بمثلها ، بل بأفضل منها ، فلماذا تمسك لسانك عن هذه الدعوة ؟ !

أخي الحبيب !!!!

أسرع إلى عمل الآخرة ، فإنها أقرب للإنسان من أنفاسه .

أخي الحبيب!!!!


أسرع فإن الجنة قد تزينت لك ، تنتظرك بلهفة واشتياق .

أخي الحبيب!!!!

إن صفوف الملائكة تنتظرك ، والجنة في انتظارك ، فهيا ، ارفع يديك ، وركز ناظريك ، وثبت قدميك ، وابدأ في طريق أبوابها ، فإني أراها عن قريب ستفتح لك ...... ولكن أسرع ،
فدنيتك ساعة فإجعلها كلها طاعة .